القائمة الرئيسية

الصفحات

مشاكل الحب من طرف واحد وحلول مقترحة في علم النفس

قد يحفظ الحب العلاقات الغرامية لبعض الوقت، حتى لو كانت تعاني الكثير من الخلافات والمشكلات، ولكن الحب وحده لا يكفي.

وإن كان الحب، فلا بد من الفهم العميق والصحيح للفروق بين الرجل والمرأة، ومعرفة الطريقة الأمثل للتعامل مع الطرف الآخر؛ وذلك لتسود بينهما المودة والرحمة، ويبقى الحب الحقيقي، ونتفادى الحب من طرف واحد.

one sided love

الحب والإختلاف بين الرجل والمرأة

إن الرجال والنساء يختلفون عن بعضهم في طريقة الحوار والكلام، والتفكير والشعور والإدراك، وردود الفعل، والإستجابات والحب والإحتياجات، وطريقة التقدير، وأسلوب التعبير عن الحب!! وخطر تجاهل هذه الإختلافات هو خطر كبير.

ذلك أن إخفاء وإنكار الإختلافات الحقيقية بين الجنسين، من شأنه أن يزيد من حجم الارتباك الذي أخذ ينتشر في هذا العصر الزاخر بالعلاقات المتغيرة، والحب المزيف.

إن التظاهر بأن الرجال والنساء متماثلان يجرح المرأة؛ لأن أساليب الحب في التعامل معها مبنية على مقاييس الرجال، كما أنه يجرح الرجال الذين يتحدثون إلى النساء بنيّة طيّبة، وبالأسلوب نفسه الذي يتحدثن به إلى الرجال، ويغضبون عندما تفشل كلماتهم في بلوغ هدفها أو ينتج عنها غضب أو استياء من الطرف الآخر.

إن إدراكنا لاختلاف الجنسين هو منطق لا يمكن غض النظر عنه. بل إنه من أكثر صفات الإنسان تأصّلا ورسوخا، وهو من أكبر ركائز الحب.

إننا نحقق إحساسنا برجولتنا وأنوثتنا بطرقنا المختلفة في التصرف، ورغم أننا نؤمن طيلة الوقت بأننا نتصرف بشكل طبيعي، إلا أن فهمنا لما هو طبيعي يختلف حسب وجهة نظر الرجل أو المرأة، وحسب نظرة كل واحد منهما لمفهوم الحب ومعانيه وأسسه، وكيفية الحفاظ عليه.

إننا عندما نتعرف على الفروق بين الجنسين، سنكتشف طرقا جديدة للتكيّف والتعامل مع الجنس الآخر، وتحسين علاقتنا، ومحاولة إصلاح طريقة الحب التي نتعامل بها مع شريكنا. وسوف نتعرف على أساليب جديدة في التعامل لم نتعلّمها من أسلافنا.

الحب الحقيقي

إنني أعرف أزواجا مضى على زواجهم سنوات طويلة، وكان يجمعهم الحب والودّ، ولكن بعد سنوات من خيبات الأمل والإحباطات وسوء التفاهم، أصبحت علاقاتهم باردة، ووصلوا إلى حالة صعبة من اليأس لأي إمكانية تجديد وتقوية علاقاتهم الزوجية.

حتى أنهم نسوا الطريقة الصحيحة في المحبة، والهدف الأسمى من الحب، ولم يعد يجدي بينهم لا كلام الحب، ولا عبارات المودة والكلام الرومانسي، وفقدوا تماما مضمون الحب الحقيقي الذي كان يجمعهم.

قد يكون كل طرف منهما محبا للآخر، إلا أنه عندما تنشأ بينهما مشكلة أو تعقيد ما، فإنهم لا يعرفون كيفية مواجهتها وحلها، ذلك أنهم لا يعرفون أن الفروق بينهم طبيعية ومتوقعة، وأن هذه الفروق والإختلافات تتشابه كثيرا مع الفروق و الإختلافات بين الأزواج الآخرين.

وأنه يمكن من خلال التعرف على طبيعة هذه الفروق والتكيف معها أن تتبدّل حياتهم من جديد، وأن يبدأ الحب الحقيقي والإحترام في الترسخ بينهما.

وبالرغم من أن الكثير من الناس قد يعرف نظريا ويقرّ بوجود الفروق بين الجنسين، إلا أن طبيعة هذه الفروق قد لا تكون واضحة لهم تماما، فيما عدا الفروق الجسدية، وربما العاطفية والانفعالية.

ومن الضروري أن ندرس هذه الفروق بشكل يؤدي إلى الفهم العميق للطرف الآخر واكتساب الحب الحقيقي في علاقاتنا العاطفية.

لأن هذا الفهم الإيجابي لهذه الفروق سيرشدنا إلى اقتراحات عملية تخفّف من الإحباط وخيبات الأمل، وتزيد من السعادة والمودة، وسيمكّننا هذا الفهم من التعرف على كيفية الاستماع للجنس الآخر، وكيفية دعمه وتشجيعه. وبذلك يمكننا أن نكسب الإهتمام ونصل الى درجة الحب الحقيقي بيننا.

إن الحقيقة أننا مختلفون. وهذا ما حاولنا أن نوضحه فيما سبق من الأفكار، وهي محاولة لتوضيح معالم الفروق بين الرجل والمرأة، والتعرف على بعض المفاهيم الأساسية الجديدة التي تساعدنا على تفادي الكثير من المشكلات والحفاظ على الحب الحقيقي بيننا، وخلق جوّ من الحوار المثمر والفهم المتبادل بين الطرفين.

وإعطاء شريكنا ما يحتاجه، لنحصل بالتالي على ما نحتاجه منه، وهو الفوز بمكان في قلبه، والحصول على الحب الحقيقي المتبادل.

الحب من طرف واحد

الحب من طرف واحد هو أحد أكثر التجارب التي تمر بها قساوة. يكون الألم عظيما بشكل خاص عندما يكون هذا هو الحب الأول. ومن الحقائق القاسية للحياة البشرية أنه بالنسبة لمعظم الناس ، الحب الأول هو في الواقع حب من طرف واحد.

الحب يحصل. من الصعب للغاية أن تختار بوعي مع من ومتى وكيف تقع في الحب. لذلك ، يكاد يكون من المستحيل تجنب الحب من جانب واحد. يحدث ذلك لنا جميعًا في وقت أو آخر، حيث نقع في حب شخص لا يحبنا بنفس الطريقة التي نحبه بها.

إن حب شخص لا يحبك يشبه الوصول إلى نجم ، فأنت تعلم أنك لن تصل إليه أبدًا ، لكن عليك فقط الاستمرار في المحاولة.

من طبيعتنا البشرية أن نحب ونريد أن نكون محبوبين ، على الرغم من وجود حالات حب من جانب واحد فقط. لا أحد يمكن أن يجبر على حب شخص ما. لكن الكثيرين يقعون في علاقة الحب من طرف واحد خصوصا البنات.

نعم ، يحدث ذلك عندما يدخل البعض في علاقات أحادية الجانب، ويكون الحب بينهما ليس متبادلًا. ببساطة ، لأن الشخص الذي يحب، لا يعرف التراجع أو العودة.

الوقوع في الحب مع شخص لا يحبك في المقابل يمكن أن يكون مؤلما وقاسيا جدا. وينتج عن هذا، علاقة وأسلوب حياة غير صحيين، جسديًا وعاطفيًا وعقليًا. وإذا خرج هذا عن السيطرة، فقد يؤدي ذلك إلى الاكتئاب، وفقدان الاهتمام، وعدم اكتمال الحياة، وانكسار القلب، واستعمال أسلوب العنف، وهناك تقارير كثيرة جدا عن حالات انتحار.

تأكد من أن الحب دائما متبادل. فليس من المنطقي الوقوع في حب شخص لا يستطيع أن يقابلك بالمثل. والسبب أن هناك من يشتاق بشدة لمن يملأ الفراغ في قلبه، ويمكن أن يؤدي هذا المسعى إلى الوقوع في حب أول شخص يأتي، وبصورة أعمى، حيث يبدو له الأمر وكأنه الحب الحقيقي. فتذكر أن لا تقع في مثل هذا الخطأ الشنيع.

هل يمكنك تجنب الوقوع في الحب من طرف واحد؟

إذا كنت تشعر بالضعف، أو أنت في حالة الطلاق، أو وفاة أحد أفراد أسرتك، أو كنت تخشى مواجهة السنوات المقبلة بمفردك. أو كنت بحاجة إلى التعافي، ثم يظهر لك أن العثور على شخص ما في حالة انتعاش، يشاركك الأوقات، وينسيك الأحزان هو الحل الأنسب، فلا تفعل.

هذا ليس الوقت المناسب للسماح لشخص ما بالدخول إلى حياتك. واجه وحدتك أو ألمك بمفردك، وتعلم كيف تواجه مشاكلك لوحدك، وتأكد مما تبحث عنه في الشريك. وفيما يلي نصائح يمكن أن تساعدك في تفادي الحب من طرف واحد :

الحب رومانسي حقًا ، نقرأ كتبًا عن الحب الرومانسي ، نشعر بالإغماء عندما نشاهد أفلامًا رومانسية ، ونشعر بالحلم وبعيون غائبة. آه ، إن فكرة الحب العميق مُرضية ومُبهجة وحتى منتشية. لكن كن عمليًا وواقعيًا. تغلب على خيالك الواسع عن الرومانسية.

هل تعرف أنك وقعت في الحب من طرف واحد؟

في بعض الأحيان عندما تبحث عن شخص ما، فإنك تخلق صورة ذهنية في مخيلتك. وتتخذ ألف سبب للعثور على هذا الشخص كيفما كان. لذلك خذ الوقت الكافي للتعرف عليه أكثر، فسيكون من الخطأ أن تكتشف بعد فوات الأوان أنك لم تكن تعرف هذا الشخص على الإطلاق، بل اخترته في حالة اللاوعي.

ثم تكتشف أنك لا تحبه، وترى الأشياء بطريقة مختلفة تماما عن الطريقة التي يرى بها الشخص الآخر الأمور، وبعدها تبدأ مشاكلك في الظهور.

لا تتخلى عن دائرتك الاجتماعية، حافظ على اهتمامك بالأشياء التي تحبها، اخرج في العالم مع أشخاص آخرين. لا تعزل نفسك، حتى إذا كنت لا ترغب في فعل أي شيء، أجبر نفسك على الخروج من قوقعتك، فهذا يساعدك على العثور على بعض السلام والشعور بالرعاية والمشاركة التي يجب أن يقدمها الآخرون.

فكرة عن مستقبل الحب من طرف واحد

هل يمكنك أن تنظر إلى الوراء بذكريات ممتعة إذا كنت تواكب هذا الحب من طرف واحد؟ كيف تتعامل مع المطالب اليومية الأخرى على وقتك وصبرك. هل أنت مسرور؟ عاطفيا وعقليا وجسديا.

كيف ستكون حياتك إذا علقت في علاقة أحادية الجانب؟ اسأل نفسك هذه الأسئلة، وأجب عنها لتعرف الفرق بين الحب الحقيقي، والحب من طرف واحد.

الختام

ابحث عن شخص يمكنه أن يحبك كما تحبه. كن نفسك فقط ولا تحاول أن تكون شيئا آخر، وفي بعض الأحيان، عندما لا تتوقع، سيأتي شخص ما. يستغرق الأمر وقتًا لاكتساب ثقتك بنفسك وتعلم الحب والثقة مرة أخرى.

إن هذا يحدث بالفعل للكثير من الناس، فلا تحزن. هناك أماكن خاطئة وصحيحة للبحث عن الحب، وأنت فقط بحثت في المكان والزمان الخاطئين، فحاول مجددا وستفوز بالشخص الذي تتمناه في حياتك.

انت الان في اخر مقال
هل اعجبك الموضوع :
فريق العمل
فريق العمل
الحسن اومنصور من مواليد 1987، مغربي الجنسية ومقيم بمدينة أكادير. مهتم بمجال التدوين منذ سنة 2012. أعمل في مجال التسويق الرقمي منذ سنوات عدة، وتمكنت من اكتساب الكثير من الخبرة والتجربة والمعرفة في هذا المجال. أهتم كثيرا بالثقافة والمعرفة والإطلاع على كل ما هو جديد في عالم المال والأعمال عبر الانترنت. وأيضا أتابع وأهتم بكل ما له علاقة بمجال الربح من الانترنت بشكل عام. أبحث وأطلع باستمرار في الكثير من المجالات، وأحاول قدر المستطاع مشاركة المعلومات المفيدة عبر الانترنت مع الجمهور العربي. لا أنشر مقالا على موقعي الالكتروني إلا وأكون متأكدا من صحة المعلومات، كما أضع جميع المصادر الموثوقة رهن إشارة الزائر للتمكن من العودة إليها إذا اقتضى الأمر. هدفي الأسمى من التدوين هو ايصال المعلومة الموثوقة للباحث عنها بطريقة مبسطة ومفهومة، وشعاري على مدونتي هو الجودة والإخلاص والتفاني مهما كلفني ذلك من الجهد والتعب.

تعليقات